شهد العالم فى العقدين الماضیین قفزات تكنولوجية وتِقنيَّة ومعلوماتية متلاحقة وسريعة، لذلك تبذل معظم الدول الكثير من الجهد لمواكبة هذه التطورات بما ینعكس إيجابيًّا على المجتمع، والانتقال المرن للمؤسسات التى تدار بالطرق التقلیدیّة لتعمل إلكتـرونیّا بجودة أعلى لتوفير الجهد والوقت والتكالیف، وطالت هذه التحوّلات العدید من المجالات ومن أهمها مجال التعلم، ویمكننا بنظرة سریعة أن ندرك كیف تطوّر التعلم عن بعد فى السنوات القليلة الماضیة، وكیف تأثّرت إیجابيًّا الخطط والبرامج الدراسیّة والخدمات المعرفیّة نتیجة توظیف التقنیّات الإلكترونية فى هذا المجال. ومن الأهمية المقارنة بين التعلم التقليدى والتعلم عن بعد والتعلم المدمج، فكل نوع من أنواع التعلم له مميزاته وعيوبه الخاصة، ويعتمد الاختيار بينها على العديد من العوامل المختلفة مثل الموضوع المقدم فى العملية التعليمية، والمستوى التعليمى، والأهداف التعليمية، والطلبة والمدرسين، والتكنولوجيا المتاحة، وتهدف الدراسة إلى تحديد متطلبات تطبيق التعلم عن بعد فى ضوء الاتجاهات والخبرات الحديثة والتطور التكنولوجى، وذلك من خلال التعرف على الإطار النظرى والمفاهيمى للتعلم عن بعد وتطوره، وتوضيح الفروق الجوهرية بين الأنماط المختلفة للتعلم عن بعد، وإيجابيات وسلبيات كل منها، وتحديد أنسب أسلوب لاستخدام التعلم عن بعد فى التدريس.