شهد علم الإدارة العامة تطورًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة وتبنَّى مفاهيم جديدة متكاملة ومتناسقة تتسم بالبساطة والوضوح والمرونة لمجابهة متغيرات الواقع الحالى وأبرزها التقنيات الحديثة فى الاتصالات وتبادل المعلومات وتقنيات الحاسب الآلى وإدارة الجودة الشاملة، فضلاً عن بزوغ مفاهيم جديدة مثل رأس المال البشرى ورأس المال الفكرى ... كل تلك المتغيرات أدت إلى حدوث تغيرات واضحة فى أداء الأعمال بكل أنواعها سواء كانت خدمية أو إنتاجية أو إدارية. أصبح مفهوم التميز المؤسسى من العناصر الرئيسية للإدارة بكافة أنواعها ومجالاتها، وتبرز أهمية التميز المؤسسى فى أنه يصلح للاستخدام فى كافه الأنشطة ويستخدم فى أغلب دول العالم كدليل لرفع مستوى الأداء الحكومى وغير الحكومى مما دعى بعض الدول لعمل نماذج تميز مؤسسى خاصة بها. تم تناول الدراسة من خلال إلقاء الضوء على الإطار النظرى والمفاهيمى للتميز المؤسسى ثم التعرف على معايير التميز المؤسسى فى أحد أهم نماذج التميز المؤسسى وهو النموذج الأوروبى(EFQM) (المؤسسة الأوروبية لإدارة الجودة)، وترتب على ذلك الخروج باستنتاجات ومقترحات ولعل أبرزها أهمية قيام كل دولة بعمل نماذج تميز مؤسسى خاصة بها تتناسب مع ظروفها وطبيعة شعبها، كذا أهمية عمل مستويات لنماذج التميز المؤسسى حتى تكون أكثر دقة وتفصيلاً لكافة الأنشطة والأعمال فى كل المجالات وعلى كافة المستويات.