مظاهر التغيير فى العالم المعاصر .. الكوارث الطبيعية والخلافات السياسية

نوع المستند : بحوث ومقالات أکاديمية محکمة

المؤلف

مساعد أول وزير الخارجية الأسبق

المستخلص

عرفت منطقة الشرق الأوسط - والجزء العربى منها - خلافات بينية تطفو على السطح من حين لآخر، وذلك يعنى أن فى أعماق دول المنطقة روابط أقوى من كل الخلافات وصِلات أشد من كل الأزمات، ومثال لذلك ما حدث فى السادس من فبراير/ شباط 2023 عندما ضرب زلزال مروع شرق تركيا وجنوبها, وشمال سوريا وغربها, وغيرها من البقاع المنضوية تحت لواء الدولتين، وبلغت الخسائر أرقامًا فادحة فكان الضحايا بالآلاف والجرحى بعشرات الألوف، وقد تلاشت الخلافات أمام الفاجعة، وهَرع العرب وغير العرب لنجدة الأشقاء فى سوريا وتركيا، حيث ارتفع الجميع فوق كل الاختلافات أمام الحدث الجلل وغضب الطبيعة المروع، ، ولقد شاهدنا جميعًا هِمَّة كثير من الدول وهى تندفع لأسباب إنسانية بحتة لتقديم العَون بعيدًا عن الأهداف السياسية أو المصالح الآنية، وتلك أمثلة لأمور تَلُوح بالأفق وتُعطى إحساسًا بأن ما هو قادم قد لا يكون متوقعًا حتى لدى غُلاة المتشائمين، وإذا كنا نعيب على أنفسنا عدم الاستعداد للمفاجآت السياسية، فإننا نطلب الاستعداد للتغيرات المناخية، فليس غضب الشعوب وحده هو ما نعانيه ولكنه غضب الطبيعة أيضًا، إننا نتطلع إلى أمة تعيش روح العصر بأدواته وأفكاره وتطلعاته، فلنضع الخلافات جانبًا ولنفكر فى أمن الإنسان وسلامته بل وبقائه وصحته.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية