إن مفهوم الأمن القومى – رغم كثرة ما كُتب حوله –ما زال فى حاجة إلى تأصيل حقيقى، وإلى طرح جديد كمفهوم مركب كلى، وكظاهرة مجتمعية كاملة الأبعاد، فإذا كان المفهوم تعبيرًا عن تقاليد تاريخية معينة، تضرب بجذورها فى أغوار التاريخ الإنسانى، إلا أنه خضع – فى السنوات السابقة – لتطورات معينة أثرت على المفهوم، وألقت عليه بظلال من التعقيد والغموض، وذلك يرجع إلى حداثة المفهوم كاصطلاح وإلى دخول المفهوم قاموس المصطلحات المتداولة بين رجال السياسة والصحافة، وإلى التشويه المتعمد الذى تمارسه بعض الدول للمفهوم، ستارًا لأطماعها التوسعية.